أفكار ها الموضوعة في التوافقات الموسيقية (لأفلاطون Platon) (١) ، و (أرسطو Aristote) ، وقد زادت غنًى على يد الأجيال في أثينا، كل ذلك كي تتحف العالم بذلك اللحن الذي نعثر على أثرٍ منه في الحضارة المعاصرة.
يقول علم الطبيعة (الفيزياء): إن العلاقة بين التذبذب الأساسي وتوافقه الموسيقي تكمن في أن هذا الأخير يختفي فور توقف الأول عن التذبذب.
والأمر نفسه في العلاقة بين الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة. فعندما تبدأ الأفكار المطبوعة تنمحي عن أسطوانة حضارة يخرج منها في البداية نشاز النغم! صفير، وحشرجة، ثم الصمت أخيراً.
لقد تلقى المجتمع الإسلامي رسالته المطبوعة منذ أربعة عشر قرناً على هيئة وحي، فانطبعت في ذاتية الجيل المعاصر لغار حراء الذي أسمع السمفونية البطولية (لدين الرجال) كما يدعو (نيتشه) الإسلام.
(١) (أفلاطون) (٤٢٨ - ٣٤٨ ق م): فيلسوف يوناني عظيم، صاحب (الجهور ية)، وتلميذ كراتيل وسقراط؛ الذي عاشره وتتلمذ على يديه (٤٠٨ - ٣٩٩ ق م)، أسَّس الأكاديمية التي ث تعاليمه من خلالها، تم كتب محاوراته ونشرها، وتقع في ٢٨ حواراً أصيلاً، تطرق فيها إلى سائر المشكلات الفلسفية والغيبيّة، وهو يجمع في أسلوبه بين الحديث العقلاني واللغة الشعرية، ويعتبر أفلاطون أحد كبار رواة الأساطير ومبتكريها. وهو في محاوراته الأولى التي يبدو فيها تأثير سقراط أكثر الشيء. يسعى أفلاطون إلى تحديد المفاهيم، لكن المنهج الجدلي سرعان ما يغدو الوسيلة التي تمر بها النفس تدريحياً من المظاهر المتنوعة والمتقلبة إلى الحقائق والأفكار الأصليةَ التي يُعتبر الوجود الحسي مجرد صورة مزيّفة عنها (أيون، بروتاغوراس- كراتيل ... ) فكل معرفة هي تبعاً لذلك: مجرد تذكّر لتلك الحقائق الجوهرية، ولعل المعرفة العليا السامية في نظر أفلاطون هي بمثابة رؤيا أو حدس عقلاني لهذه الأفكار الأصلية وأهمها فكرة الخير وهي مبدؤها الأول (الوليمة، مندرا، الجمهوية ... ). ونجده في محاوراته الأخيرة يعالج مشكلات أكثر واقعية: سياسية وأخلاقية (تيمه، كريتياس. قوانين، ... ).