للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَمِنْ مالِهِ مالُ الكَبِيْرِ ونَفْسُهُ ... وَمِنْ مَالِهِ دَرُّ الصَّغِيْرِ ومَهْدُهُ

العشيرة: القبيلة، وولده: جمع ولد، يقال: ولد وولد، كما يقال أسد وأسد، والدر: اللبن.

فيقول: أنا اليوم من غلمان كافور وحشمه، والمنتسبين إلى نعمه، في عشيرة حافلة، وجماعة وافرة، لنا منه والد بما شملنا من خيره ورأفته، وله منا بنون نفديه، ونستهلك في طاعته.

ثم قال: فمن ماله مال كبيرنا ونفسه، ومنه در صغيرنا ومهده، يعمنا بتعهده وإحسانه، ويغذونا بتطوله وإنعامه، فالكبير لا يعد نفسه وماله إلا من عنده، والصغير لا ينشأ ولا يتقلب إلا في فضله.

نَجُرُّ القَنَا الخَطَّيَّ حَوْلَ قِبابِهِ ... وتَرْدِي بنا قُبُّ الرَّباطِ وَجُرْدُهُ

ونَمْتَحِنُ النُّشَّابَ في كُلَّ وابِلٍ ... دَوِيُّ القِسِيَّ الفَارِسِيَّةِ رَعْدُهُ

القنا: الرماح، والخطية منها المجتلبة من الخط، وهو موضع، والرديان: ضرب سريع من العدو، والرباط: الخيل المرتبطة لجهاد العدو. والقب: الضامرة، والجرد: التي قصر شعر جلودها، وذلك من دلائل كرمها، وقد تقدم ذكر ذلك، والوابل: المطر الغزير.

فيقول: نجر القنا الخطي حول قباب كافور مرتقبين لأمره، ونتكاثر في أفنيته متظاهرين على نصره، تردي بنا عتاق الخيل وجردها، وتحملها كرائمها وقبها.

ثم قال: ونمتحن النشاب في أظهر شكة، ونرمي به في أحفل عدة، فكأنه لكثرته، وما يتفق من وفور جملته، وابل؛ دوي قسيه رعده، وعارض؛ قطر سحابه نبله.

فَأِنْ لا تَكُنْ مِصْرُ الشَّرَى أَو عَرِيْنَهُ ... فإِنَّ الذي فيها من النَّاسِ أُسْدُهُ

سَبَائِكُ كافورٍ وعِقْيانُهُ الذي ... بِصُمَّ القَنا لا بالأَصَابع نَقْدُهُ

بَلاَهَا حَوَالَيْهِ العَدُوُّ وغَيْرُهُ ... وجَرَّبَها هَزْلُ الطَّرادِ وجِدُّهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>