للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَبَسَاتِيْنُكَ الجِيادُ وما تَحْ ... مِلُ مِنْ سَمْهَريَّةٍ سَمْراءِ

السماء: كل مكان تنامى علوه، والغبراء: الأرض، والخضراء: السماء، والبساتين: الجنات، والجياد: الخيل الكريمة، والسمهرية: القناة الصلبة.

فيقول لكافور: أنت أجل رتبة، وأظهر علوا ورفعة، من أن تهنأ بمكان في الأرض تحله، أو بموضع من العلو تناله؛ لأن جميع ذلك يقل عند سيادتك، ويصغر مع سلطانك ورئاستك.

ثم قال: وكيف لا يكون ذلك والناس حولك، والبلاد ملكك، وما يسرح من الأرض والسماء لك، قد أحرزت ذلك بسعة سلطانك، وارتفاع مكانك.

ثم قال: وأنت مع ذلك على حال من حزمك، ونفاذ من قوتك وعزمك، وبساتينك معها التي تونقك، ورياضك التي تروقك وتبهجك، الخيل والأبطال المصرفون لها، وسمر الرماح والفرسان المطاعنون بها. ودل بما ذكره على ما اجتلبناه مما أضمره.

إِنَّما يَفْخَرُ الكَرِيمُ أَبُو المِسْ ... كِ بِمَا يَبْتَنِي مِنَ العَلْيَاءِ

وَبِأَيَّامهِ الَّتي انْصَرَمَتْ عَنْ ... هُ وَمَا دارُهُ سِوَى الهَيْجَاءِ

وَبِما أَثَّرتْ صَوارِمُهُ البِيْ ... ضُ لَهُ في جَمَاجمِ الأعْدَاءِ

الانصرام: الانقطاع والانقضاء، والهيجاء: الحرب، والصوارم: السيوف القاطعة، والجماجم: الرؤوس.

فيقول: إنما يفخر أبو المسك الكريم النفس، المشهور الفضل، بما يبتنيه من العلياء والمجد، وما يكتسبه من الثناء والحمد، لا ببناء يستحدثه، ولا بعرض من الدنيا يستخلصه.

ثم قال: ويفخر بأيامه التي أسلفها، والحرب داره، ومواقعة الأعداء شأنه، حتى انقادوا لأمره، وسلموا لحكمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>