ثم قال: ويفخر بما أحدثته بيض صوارمه، ومشهور وقائعه في جماجم أعدائه المخالفين له، وأضداده لمتمرسين به من الضرب الذي أتلف نفوسهم، والجلاد الذي هشم رؤوسهم.
لا بِمَا تَبْتَنِي الحَوَاضِرُ فِي الرَّيفِ وما يَطَّبِي قُلُوبَ النَّسَاءِ
الأريج: الفوح، والريف: البلد الواسع المخضب، والإطباء: الاستمالة.
فيقول على نحو ما قدمه: ويفخر أبو المسك بمسك ينسب إليه، من فوح مكارمه، وتضوع آثار محاسنه، ليس كالمسك في حقيقته، ولكنه بناء يفضله بفوحه، ويزري عليه بعبق ريحه.
ثم قال: وليس يفخر أبو المسك بما يبتنيه أهل الحضر من القصور المشيدة، والمنازل المحسنة، وما يطبي قلوب النساء من تلك البساتين وبهجتها، وتلك المباني ورفعتها، حسبه ما يرفع بع عماد الكرم، وما يجدده من سوابغ النعم.
حَلَّ في مَنْبِتِ الرَّياحِيْنِ منْهَا ... مَنْبِتُ المَكْرُمَاتِ والآلاءِ
السَّنَا مقصور: الضياء، والسناء ممدود: الاعتلاء في المجد، والرياحين: ما طابت رائحته من النبات، واحدها: ريحان، والآلاء: النعم.
فيقول: نزلت هذه الدار التي ابتنيتها من الضياء والبهجة، والعلو والرفعة، في احسن مما نزلت فيه من مبانيها المتقنة، ومصانعها المحسنة، وأفدتها من التشريف لها، أكثر مما أفادتك من السرور بها.
ثم قال: حل منك في منبت ريحانها، وساحات بنيانها، الملك الذي ينبت المكرمات بفضله، ويجدد الآلاء والمنن بمشكور فعله.