ومن غريب ما كان أيامئذ أن جاءني أحد محرري الجرائد وطلب مني صورتي لطبعها بجرائدهم، فقدمت له اعتذاري بعدم وجودها لدي، ورغبت منه أن يضرب عن ذلك صفحاً، ثم في اليوم الثاني أتاني صاحب الأوتيل، ومعه جريدة، وصار ينظر فيها تارة ويتفرس فيَّ تارة أخرى، ثم ناولني الجريدة فإذا بها صورة مرقوم تحتها اسمي، وهي مخالفة لصورتي الحقيقة فتأثرت لمشاهدة ذلك تأثراً عظيماً.
[مخزن الكتب المدرسية]
هذا وأما ما شاهدته بتلك المدينة فمدرسة البنات، وقد سررت منها سروراً عظيماً؛ لا سيما من فصول تعليم الخياطة والتطريز والآلات المعدة لذلك المصنوعة بهيئة ترتاح لها البنات وتسهل عليهن الأعمال.
ثم عاينت مخزن الكتب المدرسية، وقد مكثت به يوماً أو بعض يوم، فتصفحت الكتب الابتدائية والانتهائية على اختلاف العلوم والفنون كلا على حدته، وعلمت كيفية سير تأليفها وتقسيم موضوعاتها، وأطربني منها كتب علوم الحساب والهندسة، والطبيعة، والمطالعة، وفن الإنشاء، فإنها آخذة طريقة تكفل لمستعملها بالنجاح مع السهولة. وفي أثناء معاينتي لها قال لي ناظر المخزن نحن مأمورون بأن نعطيك كل كتاب يروقك ويعجبك هدية من إدارة المدارس، ومكتب الغرباء، فقدمت له