أو العلمية، فقصدته حتى إذا كنت به اتجهت إلى حضرة مديره، وسألته عن الوسائط في ذلك، فلم يزدني علماً إلا بمواقعها من المدينة، فتشكرت له وأردت الخروج، فطلب مني تذكرة زيارتي لتقييد اسمي في دفتر كعادتهم مع الغرباء، فناولته إياها، ومذ قرأها انتصب قائماً يطلب مني العفو، وأجلسني بجانبه قائلاً: لقد كانت رؤياك إحدى أمانيَّ، حيث سمعت بوجودك ببرلين، وإني أحمد الله عليه الآن، فقدمت له جزيل شكري، وجميل ممنونيتي.
ومذ دار بيننا الحديث بشأن مشاهدتي للمدارس أجابني بالقبول.
وبالجملة فقد مكثت بتلك المدينة خمسة أيام صحبني فيها حضرته، وبعض من مفتشي المدارس ونظارها وكثير من المعلمين وناظر محطة المدينة، ولازمني أغلبهم حين مشاهدتي للمحلات العمومية.
وكتبوا في جرائدهم بقدومي ومبارحتي، وأعدوا لي وليمة قام فيها أغلبهم خطباء، ثم شربوا كؤوسهم على صحة مولاي الجناب الخديو الأعظم، فقمت متشكراً لهم رافعاً يدي قائلاً: ليدم تحالفكم وأمراؤكم مراراً ولما شِمْت أني مغمور بفضائلهم أعددت لهم وليمةً قمت فيها خطيباً مظهراً فخارهم، وأبهة حكومتهم، وتقدمهم في العلوم والصنائع.