العباد مأمورون ومنهيون، أي: مكلفون بأوامر ونواه، ومطلوب منهم امتثال الأوامر واجتناب النواهي، ويحصل منهم التقصير، ويحصل منهم النقص، ويحصل منهم الخطأ في ليلهم ونهارهم، في سرهم وعلانيتهم، وطريق السلامة من هذا الخطأ ومن الذنب إذا وقع ومن المصيبة إذا حلت بالإنسان في الدين بالذنوب والمعاصي أن يرجع إلى الله عز وجل ويسأله المغفرة، ويتوب إلى الله عز وجل ويستغفره، والله عز وجل يحب من عباده أن يدعوه، وأن يستغفروه، وأن يسألوه، (والدعاء هو العبادة)، كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالإنسان يسأله قضاء الحاجات، وكشف الكربات، ومغفرة الذنوب، ولا يستغني العبد عن ربه طرفة عين.
فهنا يقول جل وعلا:(إنكم تخطئون بالليل والنهار) وهذا شأن العباد، كما في حديث:(كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) كما جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله:(وأنا أغفر الذنوب جميعاً) أي: كل الذنوب يغفرها الله تعالى إذا تيب منها، وأعظم الذنوب وأشدها وهو أظلم الظلم وأبطل الباطل الشرك بالله عز وجل، والله تعالى يغفره لمن تاب، كما قال الله عز وجل:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}[الأنفال:٣٨] فأعظم الذنوب إذا تيب منه فالله تعالى يتوب على من تاب، وكذلك الذنوب التي هي دونه، فمن تاب منها يتوب الله عز وجل عليه، والتوبة تجب ما قبلها، والله عز وجل أمر عند وجود الذنوب وعند حصولها أن يكون الإنسان مستغفراً سائلاً الله عز وجل أن يغفر له ما قد حصل منه من الذنوب والمعاصي.