التعامل مع المبتدع أن يجانب ويحذر، ولا يصار إلى مخالطته إلا لضرورة ولحاجة تلجئ إلى ذلك، فلا يتهاون بشأنه بحيث يكون التعامل معه كما يتعامل مع الناس الذين فيهم سلامة؛ بل المطلوب هو البعد عنه والحذر منه، ولكن إذا حصل أمر يقتضي الاتصال به فإنه يتصل به، ولكن مع الاتصال ينبغي أن يحرص على البيان والتوضيح، ويحرص على دعوته إلى السنة، ويبين أن البدع المحدثة لا تعود على أصحابها بالخير، وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين ظفروا بسلوك الصراط المستقيم، وأن من يسلك غير مسالكهم يكون منحرفاً عن الجادة، ولا يمكن أن يحجب عن الصحابة حق ويدخر لمن بعدهم، ويبين أن العقائد الباطلة حدثت بعد زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فيبين له مثل هذا البيان لعل الله تعالى أن يهديه.
وأما إذا كان من أهل السنة، وحصلت منه أمور أخطأ فيها، فإنه لا تنفض اليد منه، ولا يحمل عليه، ولا يشن عليه، وإنما ينصح، ويحرص على هدايته ورجوعه إلى الصواب، ويبين له الحق إذا كان الحق واضحاً جلياً، ويجب عليه حينئذٍ أن يرجع، وإما إذا كان الذي اعترض عليه فيه محل نظر ومحل إشكال فينبغي أن يرجع إلى جهة علمية تفصل بين المتنازعين في ذلك.