مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك، وقال البيهقي في شعب الإيمان من يكتب مصحفا فينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم ولا يغير مما كتبوه شيئا؛ فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق قلبا ولسانا، وأعظم أمانة منا، فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم، قال: وينحصر أمر الرسم في ستة قواعد؛ الأولى: الحذف، والثانية: الزيادة، والثالثة: الهمز، والرابعة: البدل، والخامسة: الوصل والفصل، والسادسة: ما فيه قراءتان، فكتب على إحداهما، وأخذ في بيان الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة بما يعلم بالوقوف عليه، وقال في بيان السادسة، ومرادنا غير الشاذ من ذلك:} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {،} يُخَادِعُونَ {، و} وَاعَدْنَا {، و} الصَّاعِقَةُ {، و} الرِّيَاحِ {، و} تُفَادُوهُمْ {، و} تَظَاهَرُونَ {، و} لَا تُقَاتِلُوهُمْ {، ونحوها، ولولا دفاع،} فَرِهَانٌ {، طائرا، في آل عمران والمائدة، مضاعفة ونحوه: عاقدت أيمانكم،} الْأَوْلَيَانِ {،} لَامَسْتُمُ {،} قَاسِيَة {،} قِيَاما لِلنَّاسِ {،} خَطِيئَاتِكُمْ {في الأعراف،} طَّائِفِ {،} حَاشَا لِلَّهِ {،} وَسَيَعْلَمُ {،} الْكَافِرِ {،} تَزَاوَرُ {، زاكية،} فَلَا تُصَاحِبْنِي {،} لَاتَّخَذْتَ {،} مِهَادا {، و} حَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ {،} إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ {،} سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى {،} الْمُضْغَةَ عِظَاما فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ {،} سِرَاجا {،} بَلِ ادَّارَكَ {، ولا تصاعر،} رَبَّنَا بَاعِدْ {، أساورة؛ بلا ألف في الكل، وقد قرأت بها وبحذفها: وغيابت الجب، وأنزل عليه آيت في العنكبوت، وثمرت من أكمامها في فصلت، وجمالات،} فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ {، وهم في الغرفات آمنون بالتاء، وقد قرئت بالجمع والإفراد، وتقيه بالياء ولأهب بالألف، ويقض الحق بلا ياء، و} آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ {بألف فقط، ننجي من نشاء،} نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ {بنون واحدة، و} الصِّرَاطَ {كيف وقع، بصطة في الأعراف، والمصيطرون، ومصيطر بالصاد لا غير، وقد تكتب الكلمة صالحة للقراءتين نحو: فكهون بلا ألف وهي قراءة، وعلى قراءتها هي محذوفة رسما؛ لأنه جمع تصحيح.
(فرع):
فيما كتب موافقا لقراءة شاذة من ذلك} إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا {،} أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا {، ما بقي من الربو قرئ بضم الباء، وسكون الواو، فقاتلوكم، إنما طائركم،} طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ {،} تُسَاقِطْ {،} سَّامِرِ {،} وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ {، عليهم ثياب سندس،} خِتَامُهُ مِسْكٌ {،} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي {.
(فرع):
وأما القراءات المختلفة المشهورة زيادة لا يحتملها الرسم، ونحوها: أوصى، ووصى، و} تَجْرِي تَحْتَهَا {، ومن تحتها، و} سَيَقُولُونَ اللَّهُ {، ولله، وما عملت أيديهم، و} مَا عَمِلَتْهُ {فكتابته على نحو قراءته، وكل ذلك وجد في مصاحف الإمام. اهـ، وخلاصته أن كتابة القرآن الكريم تجب أن تكون على رسم المصحف الإمام، ويحرم إخراجها عنه بأي وجه كان، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(فائدة) قال الدميري في حياة الحيوان: ذكر الثعلبي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم سال الله أن يريه أهل الكهف، فقال تعالى: إنك لن تراهم، ولكن ابعث إليهم أربعة من كبار أصحابك ليبلغوهم رسالتك، ويدعوهم إلى الإيمان بك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل:"كيف أبعث إليهم؟ " فقال له جبريل عليه السلام: ابسط كساءك وأجلس على طرف من أطرافه أبا بكر، وعلى الطرف الثاني عمر، وعلى الطرف الثالث عثمان، وعلى الطرف الرابع عليا، ثم ادع