للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النضر بن الحارث (١)، مثل مَا يَفْعَلُ (٢) الشعراءُ مَعَ الكبراءِ، هَذَا لَا حَرَجَ فِيهِ مَا لَمْ يَكُنْ فِي الشِّعْرِ ذِكْرُ مَا لَا يَجُوزُ. وَنَظِيرُهُ فِي سَائِرِ الأَزمنة تَقْدِيمُ الشُّعَرَاءِ (٣) للخلفاءِ وَالْمُلُوكِ وَمَنْ (٤) أَشبههم قِطَعاً من أَشعارهم بين يدي حاجاتهم؛ لا كما (٥) يفعله فقراء (٦) الوقت المتجرِّدون (٧) للسِّعَايَةِ عَلَى النَّاسِ، مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَى الِاكْتِسَابِ. وفي الحديث: "لا تحلّ (٨) الصَّدَقَةُ لِغَنيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّة سوِيّ" (٩)، فَإِنَّهُمْ يُنْشِدُونَ الأَشعار الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ اللَّهِ وَذِكْرُ


=من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير، عن أبيه، عن جده.
وصحح الحاكم هذا الطريق، وفيه الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير، ولم أجد له ترجمة، ولا لأبيه وجده.
وله طرق أخرى معضلة ومرسلة تجدها عند الحاكم والبيهقي في "السنن" و"دلائل النبوة" (٥/ ٢٠٧ ـ ٢١١)، وعند ابن حجر في "الإصابة" (٨/ ٢٨٩ ـ ٢٩٢).
(١) تقدم تخريجه (ص١٠٣ ـ ١٠٤).
(٢) في (غ) و (ر): "مثل يفعل".
(٣) في (خ) و (م): "الشعر".
(٤) في (ر) و (غ): "وما" بدل "ومن".
(٥) في (خ) و (م): "كما".
(٦) في (خ): "أهل" بدل "فقراء".
(٧) في (خ) و (م): "المجردون".
(٨) في (خ): "لا تصح".
(٩) هو حديث صحيح، ورد عن عدّة من الصحابة، منهم: عبد الله بن عمرو، وأبو هريرة، ومن حديث عبيد الله بن عدي بن الخيار، عن رجلين من الصحابة.
أما حديث عبد الله بن عمرو: فأخرجه الطيالسي (٢٢٧١)، وعبد الرزاق (٧١٥٥)، وابن أبي شيبة (١٠٦٦٣)، والدارمي (١/ ٣٨٦)، وأبو داود (١٦٣١)، والترمذي (٦٥٢)، وابن الجارود (٣٦٣)، جميعهم من طريق سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: "لا تحلّ الصدقة لغني، ولا لذي مرّة سويّ".
قال الترمذي: "حديث حسن".
وفي سنده ريحان بن يزيد العامري وهو مقبول كما في "التقريب" (١٩٨٧).
وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه ابن أبي شيبة (١٠٦٦٤)، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٧٧ و٣٨٩)، وابن ماجه (١٨٣٩)، والنسائي (٢٥٩٧)، وابن الجارود (٣٦٤)، وابن حبان في "صحيحه" (٣٢٩٠/ الإحسان)، جميعهم من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصِيْن عثمان بن عاصم، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، به مثله.
وسالم بن أبي الجعد كثير الإرسال عن الصحابة كما في "التقريب" (٢١٨٣)، ولم يصرح بالسماع هنا، ولم أجد من نصّ على أنه سمع من أبي هريرة رضي الله عنه،=