قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو حديث ابن أبي الزناد". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". وفي سنده عبد الرحمن بن أبي الزناد ـ واسم أبي الزناد عبد الله بن ذكوان ـ، المدني، وهو صدوق تغيّر حفظه لما قدم بغداد كما في "التقريب" (٣٨٨٦)، ولكنه لم ينفرد به. فقد أخرجه الطبراني برقم (٣٥٨١) عن شيخه محمد بن هشام المعروف بابن أبي الدميك، عن إبراهيم بن زياد سَبَلان، عن إسماعيل بن مجالد، عن هلال الوزّان، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم وضع لحسّان منبراً ينشد عليه هجاء المشركين. وهذا إسناد حسن رجاله ثقات، عدا إسماعيل بن مجالد فهو مختلف فيه كما ترى ذلك في ترجمته في "تهذيب الكمال" (٣/ ١٨٤ ـ ١٨٧)، والراجح أنه صدوق كما هو اختيار الذهبي في "الكاشف" (٤٠٣)، وأما ابن حجر فقال في "التقريب" (٤٨٠): "صدوق يخطئ". وقوله صلّى الله عليه وسلّم لحسان: "اهجهم وجبريل معك": أخرجه البخاري (٣٢١٣)، ومسلم (٢٤٨٦). (٢) قوله: "كعب" ليس في (خ). (٣) أي: في قصيدته المشهورة: بانت سعاد. وهذه القصيدة وقصتها برغم شهرتها فليس لها إسناد يصح، ويبدو أن لإبراهيم بن المنذر الحزامي فيها مؤلفاً، فقد قال الحاكم في "المستدرك" (٣/ ٥٨٣): "هذا حديث له أسانيد قد جمعها إبراهيم بن المنذر الحزامي". وقد جمع طرقها وتكلم عليها الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله في رسالة له فيها مفردة، وكذا الشيخ الدكتور سعود الفنيسان. ومن أشهر طرقها: ما أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٧٠٦)، والحاكم في "المستدرك" (٣/ ٥٧٩)، وعنه البيهقي في "سننه" (١٠/ ٢٤٣)، كلاهما=