وأغزرها مادة لا يستغني عنها أبلغ المنشئين وأحذق الكتاب وهي مقسمة إلى أبواب في المراسلات والشفاعات والمكاتبات وما أنفذ إلى العمال والمتصرفين والنواحي وفيها كثير من الرسائل الودية فضلا عن المخابرات السياسية والتقاليد الرسمية والمناشير ونحوها وفيها من الفوائد التاريخية والاجتماعية ما يحتاج إليها الأدباء والحكام والولاة والرؤساء.
والمثال الثاني (منشئات الصابي) وهي خزانة أدب وتاريخ وسياسة ومن أبلغ ما كتب في ذلك العصر تشتمل على مراسلات كتبها على لسان ولاة الأمر في عصره من ملوك آل بويه والخلفاء وغيرهم وهي كالمخابرات الرسمية في وصف الوقائع الحربية أو غيرها منها رسالة كتبها إلى ركن الدولة سنة ٣٦٤ شرح فيها فتح بغداد وانهزام الأتراك منها
ووصف الخلاف، ورسالة على لسان عز الدولة إلى عضد الدولة جواب كتاب بفتح جبال (القفص) بين فارس وكرمان، وقهر البلوص (جيل من الأكراد)(كذا. والرجل يدعي الوقوف على التاريخ مع أن البلوص جيل كالأكراد وليسوا منهم) ورسائل أخرى عن حروب بين البويهيين والحمدانيين وغيرهم وكلها تشتمل على حقائق تاريخية رسمية تفسير بعض ما ألتبس في تاريخ ذلك العصر ومنها صورة عهود أو تقليدات رسمية للولاة والعمال والقضاة صادرة من الخليفة كالعهد الذي قلده الطايع (كذا) لله العباسي أبا الحسن علي بن ركن الدولة على الصلات وأعمال الحرب وفيه أمور مهمة عن السياسة والإدارة والاجتماع مما لا أيتيسر الوقوف عليه في كتب التاريخ ونسخة عهد إلى قاضي القضاة وغيرها إلى القواد والفقهاء وأمراء الحج ومنشورات بعثت