للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{المِخَاضُ} (١):من قوله تعالى: {فَأَجَاءَهَا المَخَاضُ} (٢). [التاج: مخض].

يذكر الزبيدي أن الجمهور قرؤوا بفتح الميم، وقرأ ابنُ كَثِيرٍ في الشواذ: {المِخَاضُ} بكسر الميم، وأَنَّ كَسْرَ ما قَبْلَ حروفِ الحَلْقِ لغةُ لعامةِ: قَيْسٍ، وتميمٍ وأَسَدٍ، يقولون: مِخِضَت، بكَسْرِ الميم، ويفعلون ذلك في كلِّ حرفٍ كانَ قبل أَحد حُروف الحَلْقِ ... ويقولون: بِعِيرٌ، وزِئيرٌ، ونِهِيقٌ، وشِهيقٌ، ونِهِلَتِ الإِبلُ، وسِخِرْتُ مِنْهُ.

والجمهور على فتحِ الميم من "المَخَاض" (٣). وقيل: المفتوح اسمُ مصدرٍ كالعَطاء والسَّلام والمكسورُ مصدرٌ كالقتال واللِّقاء، والفِعال قد جاء مِنْ واحد كالعِقاب والطِّراق (٤).

فالفتح هو الأصل، وهو قراءة الجمهور، وهذا يتفق مع ما تقدم من أن الفتح لغة الحِجَازِ والكسرَ لغةُ نَجْدٍ. ولكنه لا يطرد مع السهولة التي ينشدها أهل نجد والتي عرفوا بها؛ لأن فتح الميم لتماثل فتح الحاء يجعل النطق بها أسهل منها في حالة كسر الميم.

{يَهَدِّي} (٥) من قوله تعالى: {أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى} (٦). [التاج: هدي].

قرأ أبَو عَمْرٍو: {أَمَّنْ لا يَهَدِّي} بَفَتْحَ الهاءِ. والمعروف أن أبا عمرو يتخير قراءته وهو هنا اختار القراءة الأسهل في النطق؛ ومصدر السهولة جاء من كون الحركة فتحة وكونها مماثلة لحركة الياء قبلها. ومثل هذه القراءة وُجِدَتْ في حروف مشابهة هي:


(١) هي رواية لابن كثير، انظر: الدر المصون: ١٢/ ١٢٢، ومعجم القراءات لأحمد مختار عمر: ٣/ ١٥٩.
(٢) مريم: ٢٣.
(٣) الدر المصون للسمين: ١٠/ ١٢٢.
(٤) التبيان الأبي البقاء العكبري: ٢/ ١١٢.
(٥) قراءة ابن عامر وابن كثير وأبي عمرو وورش عن نافع وآخرين، انظر: السبعة: ٣٢٦، والحجة لابن خالويه: ١٨١، والمحتسب: ١/ ٦٠.
(٦) يونس: ٣٥.

<<  <   >  >>