للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَيَحُِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} (١). [التاج: حلل]

{نَكُِصَ عَلَى عَقِبَيْهِ} (٢). [التاج: نكص]

{إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصُِدُّونَ} (٣). [التاج: صدد]

{يَوْمَ نَبْطُِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} (٤). [التاج: بطش]

{لَمْ يَطْمُِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَكُمْ وَلا جَانٌّ} (٥). [التاج: طمث]

يخلص الدارس من هذا إلى أن القاعدة العامة هي المغايرة إلا إذا كان الفعل عينه أو لامه من أحرف الحلق، فالقاعدة هنا المماثلة، وشذ عن هذه القاعدة الخاصة الأفعال السابقة حيث خضعت للقاعدة العامة وهي المغايرة. ويماثل هذه الأفعال من حيث الشذوذ الفعل (قَنَطَ يَقْنَطُ) بالفتح في الماضي والمضارع، إذ آثر المماثلة والأصل فيه المغايرة، وهذا الشذوذ استوقف اللغويين، ومن ثم أخذ من تحليلاتهم نصيبا موفورا، منها: أن المضارع المفتوح العين ماضيه مكسور العين كـ (عَلِمَ يَعْلَمُ) والمضارع المكسور العين ماضيه مفتوح العين كـ (ضَرَبَ يَضْرِبُ) فكلاهما خاضع لقاعدة المغايرة، وقد أجمع القراء على الفتح في قوله تعالى: "مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا" (٦) فهذا يؤكد أن الأصل فتح عين الماضي وكسر عين المضارع، ولعل هذا مما دفع ابن خالويه لأن يرجح الكسر في المضارع (٧).

أما ابن جني فقد كان بارعا في تعليله لفتح العين في الماضي والمضارع؛ حيث ذكر أنه لغة ثالثة نتجت من تركب لغتين: قَنَطَ (بالفتح) يَقْنِطُ (بالكسر) وقَنِطَ (بالكسر) يَقْنَطُ (بالفتح) (٨).


(١) طه: ٨١.
(٢) الأنفال: ٤٨.
(٣) الزخرف: ٥٧.
(٤) الدخان: ١٦.
(٥) الرحمن: ٥٦.
(٦) الشورى: ٢٨.
(٧) انظر: الحجة لابن خالويه: ٢٠٧.
(٨) انظر: الخصائص: ١/ ٣٧٨.

<<  <   >  >>