فَكَانَ فِيمَا قَالَ طَلْحَةُ: ادْفِنُونِي وَأَلْحِقُونِي بِرَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ -، وَلا تَدْعُوا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - فَإِنِّي أَخَافُ الْيَهُودَ أَنْ يُصَابَ فِي سَبَبِي، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - حِينَ أَصْبَحَ، فَجَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، فَصَفَّ النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ الْقَ طَلْحَةَ وَيَضْحَكُ إِلَيْكَ».
٥٦٣ - اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس»، رُوِيَ عن عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الطائف ماشيًا على قدميه، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يجيبوه، فانصرف، فأتى ظل شجرة، فصلى ركعتين ثم قال:«اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت؛ ارحمني، إلى من تَكِلُني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن غضبانًا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بي غضبك أو تحِلّ علي سخطك، لك العُتْبَى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك». وفي رواية:«اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين! إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهّمني أم إلى قريب مَلّكْته أمري؟ إن لم تكن ساخطًا عليَّ فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحِلّ علي غضبك أو تُنْزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك».
٥٦٤ - اللهم إن عبدك عليًّا احتبس نفسه على نبيك، فرد عليه شرقها»، رُوِيَ عن أسماء بنت عميس أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صلى الظهر بـ (الصهباء)، ثم أرسل عليًّا في حاجة، فرجع وقد صلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - العصر، فوضع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رأسه في حجر علي فنام، فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اللهم إن عبدك عليا احتبس نفسه على نبيك، فرد عليه شرقها»، (وفي رواية): «اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فارْدُدْ عليه الشمس»، قالت أسماء:«فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت».