وافدة النساء إليك، إنه ليس من امرأة سمعَتْ بمخرجي إليك إلا وهي على مثل رأيي، وإن الله تبارك وتعالى بعثك إلى الرجال والنساء؛ فآمنا بك وبالهدى الذي جئتَ به، وإن الله قد فضلكم علينا - معشر الرجال - بالجماعة والجمعة، وعيادة المرضى، واتباع الجنائز، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن أحدكم إذا خرج غازيًا أو حاجًا أو معتمرًا؛ حفظنا أموالكم، وغزَلْنَا أثوابكم، وربَّيْنَا لكم أولادكم، وإنا - معشر النساء - مقصوراتٍ محصوراتٍ قواعد بيوتكم؛ أفما نشارككم في هذا الأجر؟»، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على أصحابه بوجهه كله فقال:«سمعتم بمثل مقالة هذه المرأة؟»، قالوا:«ما ظننا أن أحدًا من النساء تهتدي إلى مثل ما اهتدت إليه هذه المرأة»، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اعلمي - وأعلمي من وراءك من النساء - أن حسن تَبَعّل المرأة لزوجها، واتباعها موافقته ومرضاته؛ يعدل ذلك كله». فانطلقت تهلل وتكبر وتحمد الله - عز وجل - استبشارًا.
٢٨٥ - أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف (١).
٢٨٦ - اعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدًا، واحذر حَذَرَ امرئ يخشى أن يموت غدًا.