(٢) قال ابن عطية: "وقالت فرقة: وضِع اللوح المحفوظ، وهذا شاذ وليس فيه معنى التوعُّد، وهو مقصد الآية "، وقال أبو حيَّان في [البحر المحيط (٩/ ٢٢٣)]: " وأبعد من قال: (الكتاب) هنا: اللوح المحفوظ " (٣) وهذا ما اختاره ابن جرير وغيره، قال ابن جرير: "وقوله: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ} يقول: وجيء بالنبيين؛ ليسألهم ربهم عمَّا أجابتهم به أممهم، وردَّت عليهم في الدنيا حين أتتهم رسالة الله، ... {وَالشُّهَدَاءِ} ... يعني بالشهداء: أمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - يستشهدهم ربهم على الرسل فيما ذَكَرَت من تبليغها رسالة الله التي أرسلهم بها ربهم إلى أممها؛ إذ جحدت أممهم أن يكونوا أبلغوهم رسالة الله، ... وقيل: عني بقوله: (الشهداء): الذين قتلوا في سبيل الله، وليس لما قالوا من ذلك في هذا الموضع كبير معنى؛ لأنَّ عُقيب قوله: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ}، وفي ذلك دليلٌ واضحٌ على صحة ما قلنا من أنَّه إنما دُعِيَ بالنبيِّين والشهداء؛ للقضاء بين الأنبياء وأممها، وأنَّ الشهداء: إنما هي جَمْعُ شهيدٍ، الذين يَشهدون للأنبياء على أممهم ". [انظر: جامع البيان (٢٤/ ٣٣)، تفسير البغوي (٧/ ١٣٢)، المحرر الوجيز (٤/ ٥٤٢)، زاد المسير (٧/ ٦٤)]. (٤) " أهل " ساقطة من (ب).