(٢) في (ب) " عن موضعه ". (٣) قال النَّحاس: " وقوله جلَّ وعزَّ: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩)}: يقال: كيف جيء باستفهامين، وقد أجمع أهل العربية، أنه لا يجوز استفهامان في اسم وخبره؟ ففي هذا جوابان: أحدهما: أن العرب إذا طال الكلام، كرَّرت توكيداً، وكذلك قال سيبويه في قول الله جلَّ وعزَّ: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (٣٥)} [المؤمنون: ٣٥]. المعنى على هذا: أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذه؟ والكلام شرط وجوابه، وجيء بالاستفهام، ليدل على التوقيف والتقرير. قال الفَرَّاء: المعنى: أفأنت تنقذ من حقت عليه كلمة العذاب؟ قال أبو جعفر: وهذا والأول واحدٌ؟ والجواب الآخر: أنَّ في الكلام حذفاً. والمعنى: أفمن حق عليه كلمة العذاب يتخلص، أو ينجو؟ ثم حذفَ الجواب، وكان ما بعده مستأنفاً والمعنى: أفمن سبق في علم الله جلَّ وعزَّ أنه يدخل النار ينجو أو يتخلص؟ ". [معاني القرآن (٦/ ١٦٣) وانظر: معاني القرآن؛ للفراء (٢/ ٤١٨)، جامع البيان (٢٣/ ٢٠٧)، الكشاف (٤/ ١٢٣)، التسهيل (٣/ ١٩٣)، أضواء البيان (٧/ ٥٠)، وفيه رجَّح الشنقيطي القول الثاني إذ يقول: " أما القول بأن الكلام جملة واحدة شرطية، كما قال الزمخشري: " أصل الكلام: أمَّن حق عليه كلمة العذاب، فأنت تنقذه جملة شرطية دخل عليها همزة الإنكار والفاء فاء الجزاء، ثم دخلت الفاء التي في أولها للعطف على محذوف يدل عليه الخطاب تقديره: أأنت مالك أمرهم، فمن حق عليه العذاب فأنت تنقذه؟ والهمزة الثانية: هي الأولى كرِّرت لتوكيد معنى الإنكار والاستبعاد، ووضع {مَنْ فِي النَّارِ} موضع الضمير، فالآية على هذا جملة واحدة، فإنه لا يظهر كل الظهور"]. (٤) انظر: جامع البيان (٢٣/ ٢٠٩).