للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في المنام أنَّ الله يأمره أن يقتل المدعى عليه ويسلِّم البقرة إلى الغلام فقال داود: (١) هو منامٌ، ثمَّ أتاه الوحي بذلك فأخبر بذلك بني إسرائيل فجزعت بنو إسرائيل وقالوا: رجل لطم غلاماً لطمة أفتقتله بذلك (٢)؟

فقال داود هذا أمرٌ أمر الله بذلك فسكتوا ثمَّ أحضر الرجَّل وأخبره أن الله أمره (٣) بقتله، فقال الرَّجل صدقت يا نبي الله إني قتلت أباه غيلة، وأخذت البقرة فقتله داود فعظمت هيبته واشتَدَّ ملكه، وقالوا: يقضي بوحي السماء (٤) (٥).

{وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ} يعني النبوة، وقيل: الفهم والعلم.

{وَفَصْلَ الْخِطَابِ} القضاء بالبينة واليمين (٦)، وذلك أنَّ الله علَّق سِلسِلة من السماء وأمره أن يقضي بها بين الناس فمن كان على الحق يأخذ السِّلسلة ومن كان على الباطل لا يقدر على أخذها ثمَّ إن رجلاً غصب من آخر لؤلؤاً فجعل اللؤلؤ في جوف عصاً له (٧) ثمَّ خاصمه المُدَعِي إلى داود فقال المُدَّعِي: إن هذا أخذ مني لؤلؤاً ولم يرده عليَّ وإني صادق في مقالتي فجاء وأخذ السِّلسلة ثمَّ قال المُدَّعى عليه خذ منِّي العصا فأخذ عصاه فقال إنِّي رددت


(١) " داود " سقطت من (ب).
(٢) في (أ) " فتقتله ".
(٣) في (أ) " أمر ".
(٤) انظر: جامع البيان (٢٣/ ١٣٨)، معاني القرآن؛ للزجاج (٤/ ٢٤٣)، غرائب التفسير (٢/ ٩٩٥).
(٥) قال ابن جرير: " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إنَّ الله تبارك وتعالى أخبر أنَّه شدَّد ملك داود، ولم يحصر ذلك من تشديده على التَّشديد بالرجال والجنود دون الهيبة من الناس له، ولا على هيبة الناس له دون الجنود، وجائز أن يكون تشديده ذلك كان ببعض ما ذكرنا، وجائز أن يكون كان بجميعها، ولا قول أولى في ذلك بالصحة من قول الله، إذ لم يحصُرْ ذلك على بعض معاني التشديد خبر يجب التسليم له ". [جامع البيان (٢٣/ ١٣٩)].
(٦) أي فصل الخطاب ورفع الخصومة بين المُتخاصمين، وفهم الحكم وحُسْنُ القضاء وإصابته [انظر: جامع البيان (٢٣/ ١٣٩)، معاني القرآن؛ للنَّحَّاس (٦/ ٩٣)].
(٧) " له " سقطت من (أ).

<<  <   >  >>