للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وابن سيرين {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فمعناه: يعلم، كقوله {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا} [الكهف: ٨٠] (١).

وقيل: هو بمعنى يمتحن. وقيل: يختار (٢).

وعن عطاء نزلت الآية في أبي بكر - رضي الله عنه -، وذلك أنه ظهر من أبي بكر خوف حتى عُرِف فيه فكلمه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فنزل فيه {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (٣). وعن النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بخشية الله علمًا وبالاغترار به جهلاً (٤).

{إِن اللَّهَ عَزِيزٌ} لمن أذنب.

{غَفُورٌ (٢٨)} لمن تاب.

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ} يعني: القرآن.

{وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} المفروضة.

{وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا} الصدقة.

{وَعَلَانِيَةً} الزكاة، وغاير بين المستقبل والماضي لأن أوقات التلاوة أعم من أوقات الصلاة والزكاة، ويجوز أن يكون التلاوة في الصلاة، ويجوز أن يكون الصلاة سابقة على التلاوة.


(١) وهي قراءة شاذة تروى عنهم، وقراءة الجمهور بنصب لفظ الجلالة ورفع العلماء.
انظر: الكشاف (٥/ ١٥٤)، شواذ القراءات للكرماني (٣٩٦)، البحر المحيط (٧/ ٢٩٨)، قال "ولعل ذلك لايصح عنهما، وقد رأينا كتباً في الشواذ ولم يذكروا هذه القراءة".
(٢) لم أقف عليهما، ولم أجد من ذكرهما من العلماء، ولعلهما من غرائب الأقوال التي يذكرها المؤلف.
(٣) انظر: ذكره الثعلبي في الكشف والبيان (٨/ ١٠٦)، والزمخشري في الكشاف (٥/ ١٥٤).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ١٠٤)، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وأخرجه البيهقي في الشعب (١/ ٤٧١) عن ابن مسعود رضي الله عنه، وفي موضع آخر (١/ ٣٧٧) من كلام الفضيل بن عياض، وأورده الواحدي في الوسيط (٣/ ٥٠٤) عن مسروق.

<<  <   >  >>