للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن عيسى: الغِرْبِيب: الذي لونه لون الغراب، فصار كأنه قال: وكلون الغراب أسْوَد (١). وقيل: {سُودٌ} بدل من {غَرَابِيبُ} وليس بوصف (٢).

{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ} أي: كاختلاف الثمرات والجبال، وذكر الضمير لأن التقدير: جنس مختلف ألوانه، وقيل: مختلف ألوانه (٣) لتقدم ذكر الناس فحذف {مَا} و {مِنْ} لأن من يدل عليه.

فإن قيل: وقد ذكر مع الجبال {مِنْ}؟ .

قلنا: قد بين البعض بقوله {جُدَدٌ بِيضٌ} ولم يبين في قوله {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ} فبقي مختلف ألوانه للمقدر، وأجاز الكوفيون أن يكون وصلاً لـ {مَا} أو لـ {مِنْ} وهو ممتنع عند البصريين.

{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} أي: العُلماء بالله، وما روي عن أبي حنيفة (٤) وعمر بن عبدالعزيز (٥)


(١) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٩٤٩).
(٢) قال الزجاج في معاني القرآن (٤/ ٢٠٣) "غرابيب وهي: الحِرار الجبال التي هي ذات صخور سود، والغِربيب: الشديد السواد".
(٣) "وقيل: مختلف ألوانه" سقط من ب.
(٤) أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي التيمي، الكوفي، الإمام، عالم العراق، أدرك كبار التابعين، اشتغل بطلب العلم ورحل لأجله، فأصبح إليه المنتهى في الفقه والناس فيه عيال عليه، حبسه المنصور لما امتنع عن القضاء فحبس ومات في سجنه سنة خمسين ومائة.
انظر: سير أعلام النبلاء (٦/ ٣٩٠).
(٥) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية، الخليفة الراشد، الحافظ، الزاهد، العابد، كان من أئمة الاجتهاد، تولى إمرة المدينة، ولما تولى الخلافة نشر العدل، وأظهر الزهد، وكانت خلافته سنتين وخمة أشهر وأياماً، توفي سنة إحدى ومائة.

انظر: سير أعلام النبلاء (٥/ ١١٤).

<<  <   >  >>