للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا} ذكراً وأنثى. وقيل: أصنافاً (١).

وقيل: أمركم بالتزوج (٢).

وفي {ثُمَّ} أقوال:

أحدها: لترتيب الأخبار. وقيل: ثم قَدَّرَ خلقكم من النُّطَف ثم لم يكن ذلك إلا بالتزوج فجعلكم أزواجًا.

وقيل: ثم مع الجملة قد يدل على التقديم.

{وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى} أي: ولدها في بطنها.

{وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} بعلم الله. وقيل: بأمره، والباء للحال (٣).

{وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ} يُمَدُّ في عُمُرِ مُعَمَّرٍ فيبلغ الهَرَم والكِبَرَ.

{وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} فيُميته قبل الهَرَمِ، والكِبَرِ قيل: ستون سنة (٤).

وقيل: أربعون سنة (٥).

وقيل: ثمانية عشرة سنة (٦).

وفي الهاء من {عُمُرِهِ} قولان:

أحدهما: أنه يعود إلى المعمر (٧) المذكور، وله معنيان:

أحدهما: ينقص من عمره ينقضي ما ينقضي منه (٨)، فإن لكل أحد كتابًا مكتوباً في أوله تسمية عمره ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخره فذلك نقصان عمره (٩).


(١) قاله الكلبي.
انظر: النكت والعيون (٤/ ٤٦٥).
(٢) قاله قتادة.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٣٤٢).
(٣) وهذا تأويل لصفة العلم بالأمر وهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة الذين يثبتون العلم لله تعالى على ما يليق به.
(٤) قاله الحسن.
انظر: النكت والعيون (٤/ ٤٦٥).
(٥) حكاه الماوردي في النكت والعيون (٤/ ٤٦٦).
(٦) في ب: "ثماني عشر سنة".
قاله أبو غالب.
انظر: المصدر السابق (٤/ ٤٦٦).
(٧) في ب: "يعود إلى معمر".
(٨) في ب: "ينقص ما ينقضي منه".
(٩) قاله سعيد بن جبير، والشعبي، وعكرمة، وأبو مالك.
انظر: النكت والعيون (٤/ ٤٦٥)، زاد المسير (٦/ ٤٨٠)، الدر المنثور (١٢/ ٢٦٤).

<<  <   >  >>