للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" قال أما والله لو كان عند نبي الله موسى شيء ما اتبع مذقتها ولكنه حمله على ذلك الجهد فتبعها موسى فهبت الريح وألزقت (١) ثوبها بجسدها، فكره موسى أن يرى ذلك منها. فقال لها: امشي ورآئي ودليني على الطريق إن أخطأت، فإنا بني يعقوب لا ننظر إلى أعجاز النساء " (٢).

{فَلَمَّا جَاءَهُ} أي: جاء موسى صاحب مدين (٣).

{وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ} ذكر أحواله مع فرعون.

{قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٥)} يريد فرعون وآله، فإنه لا يد له على مدين. {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا} صفوراء.

{يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} لرعي الغنم، تقول: استأجره اخذه بالأجرة (٤).

ابن عيسى: الاستئجار: العقد على أمر بالمعاوضة (٥).

{إِن خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (٢٦)} فقد جربنا قوته برفعه الحجر ونزحه الدلو، وجربت أمانته حيث منعني عن المشي قدامه.

وقيل: القوي في بدنه الأمين في عفافه (٦).

ابن عباس رضي الله عنهما: القوي فيما يلي الأمين فيما استودع (٧).

{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} أي: تأجرني نفسك مدة ثماني حجج، والمعنى: تكون أجيراً لي. تقول: أجرت الغلام فهو مأجور، وآجرته فهو مؤجر، وواجرته (٨) فهو مؤاجر على فاعلته، كله بمعنى واحد.


(١) في أ " وهبت الريح وألزقت ".
(٢) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٨/ ٢٢١).
(٣) في أ " جاء موسى صاحب مدين ".
(٤) في ب " أخذه بأجرة ".
(٥) لم أقف عليه.
(٦) انظر: النكت والعيون (٤/ ٢٤٨).
(٧) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٢٢٥).
(٨) في ب "وآجرته".

<<  <   >  >>