للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المازني (١): " ضاحكاً ليعلم أنه تبسم ضحك لا تبسم غضب " (٢).

{وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} حرّضني، وفلان مُوَزع بكذا أي: مُولع من الوزع وهو الولوع. وقيل: علمني (٣).

والإيزاع: إدخال الشيء إلى باطن الموزع.

ابن عيسى: الإيزاع من الوزع أي: ألهمني ما يمنع من ذهاب الشكر عني (٤).

{أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} النبوة والملك الذي لا ينبغي لأحد من بعدي (٥).

{وَعَلَى وَالِدَيَّ} يُريد داود بالنبوة وتسبيح الجبال والطير معه وصنعة اللبوس وإلانة الحديد وغيرها، وعلى والدتي بأن جعلتها زاكية طاهرة، وجعلتها زوجة لنبيك وأخرجتني من بطنها وأنا نبيك.


(١) المازني، بكر بن محمد بن بقية، وقيل: بن عدي، بن حبيب، نزل في بني مازن فنسب إليهم، وهو بصري، روى عن أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد، كان إماماً في العربية متسعاً في الرواية، يقول بالإرجاء، صنف: علل النحو، كتاب في القرآن، التصريف، وغيرها، توفي سنة ثلاثين ومائتين.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٢/ ٢٧٠)، بغية الوعاة (١/ ٣٦٤).
(٢) انظر: غرائب التفسير للكرماني (٢/ ٨٤٦).
قال الزجاج في معاني القرآن (٤/ ٨٦) "لأن أكثر ضحك الأنبياء التبسم".
(٣) انظر: معاني القرآن للفراء (٢/ ٢٨٩)، جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٢٩).
(٤) قال في المفردات (٨٦٨) " الوُزُوع الولوع بالشيء، يقال: أوزع الله فلاناً إذا ألهمه الشكر، وقيل هو من أُوزِع بالشيء إذا أُلِعَ به ".
(٥) في ب: " والملك الذي ينبغي لأحد من بعدي ".

<<  <   >  >>