للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن جعفر الصادق (١) عن أبيه عن جده قال: " يقول النسر يا ابن آدم عش ما شئت فإن آخره الموت، قال: وإذا صاح العقاب يقول: في البعد من الناس أُنس. قالوا: إذا صاح الخُطّاف يقرأ الحمد لله رب العالمين فإذا بلغ الضالين مده كما يمده القارئ " (٢).

وهذه كلمات ذكرها الثعلبي وغيره من المفسرين (٣) فرويته، وكلها حِكَمٌ، والله أعلم بحقيقة ذلك.

قوله: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٨)} فيه قولان:

أحدهما: أنه من تمام كلام النملة أي: وهم لا يشعرون أن يحطمونكم.

والثاني: أنه استئناف أي: فَهِمَ سليمن والقوم لا يشعرون.

{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا} متعجباً من حذرها واهتدائها لمصالحها.

وقيل: ضحك فرحاً بظهور عدله (٤)، وتبسم بمعنى بَسَم إذا حرك شفته لابتداء الضحك، وضحك إذا ظهرت سِنِّهُ مبالغة فيكون {ضَاحِكًا} حالاً مقدرة.


(١) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي العلوي، الصادق، أبو عبد الله، رأى بعض الصحابة، من الطبقة الخامسة من التابعين، وثقه الأئمة، وكان يتبرأ من الشيعة فيما يتهمون به أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، توفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
انظر: سير أعلام النبلاء (٦٢٥٥)، تهذيب التهذيب (٢/ ٩٢).
(٢) انظر: معالم التنزيل للبغوي (٦/ ١٤٨).
(٣) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٧/ ١٩٤)، معالم التنزيل للبغوي (٦/ ١٤٨)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٣/ ١٦٥).
(٤) انظر: النكت والعيون (٤/ ٢٠٠).

<<  <   >  >>