للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجمهور على هذا إلا الحسن (١) فإنه قال: جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- على الأنصار اثني عشر نقيباً ليلة العقبة ليراعوا أمور الناس ويرفعوا أخبارهم وما يعرض لهم من الحوائج إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. والأول أظهر.

{وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ} أي قال لهم. الربيع (٢): خطاب للنقباء (٣). والجمهور على أنه خطاب لبني إسرائيل.

{لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ} وكانتا فريضتين عليهم.

{وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي} يريد من مضى منهم ومن يبعثهم الله من غير تفريق بين أحد منهم.


(١) كيف يقول الحسن هذا المعنى والآية صريحة في كونها في بني إسرائيل {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا}.
قال الماوردي: (وفيما بعث فيه هؤلاء النقباء قولان:
أحدهما: أنهم بعثوا إلى الجبارين، ليقفواعلى أحوالهم ويرجعوا بذلك إلى موسى، فرجعوا عن قتالهم لما رأوا من شدة بأسهم وعظم خلقهم، إلا اثنين منهم، وهذا قول مجاهد والسدي.
والثاني: أنهم بعثوا لقومهم بما أخذ به ميثاقهم منه، وهذا قول الحسن).
وبمثله قال ابن الجوزي في «زاد المسير» ٢/ ٣١٢ وعبارته: (والثاني: أنهم بعثوا ضمناء على قومهم بالوفاء بميثاقهم، قاله الحسن وابن إسحاق).
فظهر بذلك أن الحسن أراد أن النقباء بعثوا لقومهم، ولعل المؤلف التبس عليه المعنى عند النقل عن كتاب «أحكام القرآن» للجصاص ٢/ ٣٩٧، فقد أورد الجصاص في تفسير الآية ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة العقبة من جعله على الأنصار اثني عشر نقيباً، ولذلك قال المؤلف هنا بعد نقله قول الحسن والأول أظهر.
(٢) هو الربيع بن أنس البكري، روى عن أنس بن مالك والحسن البصري وغيرهم، وعنه أبو جعفر الرازي والأعمش ومقاتل بن حيان وابن المبارك وغيرهم، توفي سنة (١٣٩ هـ) أو (١٤٠ هـ).
انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر ١/ ٥٨٩.
(٣) الطبري ٨/ ٢٤٢، وزاد السيوطي نسبته في «الدر المنثور» ٥/ ٢٣١ إلى ابن أبي حاتم.

<<  <   >  >>