أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الرَّقِيم قال: " إن ثلاثة نفر خرجوا يرتادون لأهليهم فبينا هم يمشون إذا أصابتهم السماء، فأووا إلى كهف فانحطت صخرة من الجبل فانطبقت على باب الكهف فأوصد عليهم، فقال قائل منهم: اذكروا أيكم عمل حسنة لعل الله تعالى برحمته يرحمنا. فقال رجل منهم: عملت حسنة مرة؛ كان لي أجراء يعملون عملاً لي استأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم، فجائني رجل ذات يوم وسط النهار فاستأجرته بشرط أصحابه فعمل في بقية نهاره كما عمل رجل منهم في نهاره كله، فرأيت علي في الذمام أن لا أنقصه مما استأجرت به أصحابه لما جهد في عمله، فقال رجل منهم اتعطي: هذا مثل ما أعطيتني ولم يعمل إلا نصف النهار؟ قلت يا عبدالله لم أبخسك شيئاً من شرط، وإنما هو مالي أحكم بما شئت. قال: فغضب وترك أجره فوضعت حقه في جانب من البيت ما شاء الله، ثم مرت بي بعد ذلك بقر فاشتريت به فصيلة من البقر فبلغت ما شاء الله، فمر بي بعد حين شيخ ضعيف لا أعرفه فقال لي: إن لي عندك حقاً فذكره حتى عرفته، قلت: إياك أبغي وهذا حقك فعرضتها عليه جميعاً فقال: يا عبدالله لا تسخر بي، إن لم تَصَدَّق علي فاعطني حقي. قلت: والله ما أسخر إنها لحقك مالي فيه شيء. فدفعتها إليه جميعاً، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك لوجهك فافرج عنا فانصدع (١)