للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن فالح عن النضر بن شُميل قال: "كنت أدخل على المأمون في سمرِه، فدخلت عليه ذات ليلة، فجرنا الحديث إلى ذكر النساء، فقالت المأمون: حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمهالها كان فيها سداد من عوزٍ. فقلت: "سدادٌ من عوز"، فقال المأمون: ويحك يا نضر أتلحنني؟ قلت: السداد ههنا لحنٌ، وكان هُشيم لحَّانة فتبعه أمير المؤمنين بلفظه. قال: وما الفرق بينهما؟ قلت: السداد: القصد بالدين والسبيل. والسداد (بالكسر) : البُلغة. وما سددت به شيئا فهو سداد. قال: وتعرف العرب هذا؟ قلت: نعم، العرجي يقول:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة سدادِ تغرِ

قال المأمون: قبح الله من لا أدب له. ثم قال: ما مالكَ يا نضر؟ قلت: أريضة لي بمروَ أتصابُّها وأتمززها. فأمر لي بخمسين ألف درهم وزاد عليها الفضل بن سهل ثلاثين ألفاً. فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف استفاده مني.

* * *

والكتابةُ والكتابُ والكتبُ مصادر فعل (كتبََ) : إذا خط بالقلم وضمَّ وجمع. يقال: كتَبَ قرطاساً إذا ضم فيه حروفاً وجمعها إلي بعضها.

وكتب كتائب الجيش: إذا جمعها. ويستعار الكتب بمعنى الطعن. ومنه قوله

البوصيري:

والكاتبون بسمْر الخط ما تركتْ ... أقلامُهم حرف جيم غير منعجم

<<  <   >  >>