للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

جميل".

ونزيد هنا أن مادتها تقتضي الاستغراق والشمول، كـ "الإكليل" لإحاطته بالرأس، و"الكلالة" لإحاطتها بالوالد والولد، فلهذا كانت أصرح صيغ العموم؛ لشمولها العاقل وغيره، المذكر والمؤنث، المفرد والمثنى والجمع. وسواء بقيت على إضافتها كما مثلنا، أو حُذف ما أضيفت إليه، نحو: {كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} [ص: ١٩]، {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [البقرة: ١١٦].

قال القاضي عبد الوهاب: (ليس بعدها في كلام العرب كلمة أَعَم منها تفيد العموم مبتدأة وتابعة لتأكيد العام، نحو: جاء القوم كلهم).

قال سيبويه: (معنى قولهم: "كل رجل": كل رجال) (١). فأقاموا "رجلًا" مقام "رجال"؛ لأن "رجلًا" شائع في الجنس، و"الرجال" الجنس.

وأما مراعاة التذكير والتأنيث في خبرها وضميرها ونحو ذلك فمن وظيفة النحوي.

نعم، ينبه فيها على مواضع:

أحدها: أنَّ ما سبق -من كونها تستغرق الأفراد فيما إذا أضيفت لجمع مُعرَّف كما لو أضيفت لنكرة فتكون من الكلية كقوله - صلى الله عليه وسلم - حكايةً عن ربه عز وجل؛ "يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته" (٢) الحديث- هو قول الأكثر.

وذهب بعض الأصوليين إلى أنه مِن "الكل المجموعي"، لا من "الكلية"، وهو ظاهر تجويز ابن مالك فيها حينئذٍ اعتبار اللفظ واعتبار المعنى.

وبذلك صرح ابن الساعاتى فى "البديع فقال: إن قولك: "كل الرجال" كل مجموعي.


(١) الكتاب لسيبويه (١/ ٢٠٣).
(٢) صحيح مسلم (رقم: ٢٥٧٧) وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>