التاسع عشر: ورود لفظ الأمر للتفويض، مثل قوله تعالى:{فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ}[طه: ٧٢]. ذكره إمام الحرمين في "البرهان"، ويسمى أيضًا "التحكيم"، وسمَّاه ابن فارس والعبادي "التسليم"، وسمَّاه محمد بن نصر المروزي "الاستبسال"، قال: أَعْلَموه أنهم قد استعدوا له بالصبر، وأنهم غير تاركين لدينهم، وأنهم يستقلون بما هو فاعل فى جنب ما يتوقعونه من ثواب الله تعالى.
قال: ومنه قول نوح عليه السلام: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ}[يونس: ٧١]، أخبرهم بهوانهم عليه.
العشرون: التعجب، نقله العبادي في "الطبقات" عن أبي إسحاق الفارسي، ومَثَّله بقوله تعالى:{انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ}[الإسراء: ٤٨].
ومثَّله الصفي الهندي بما ذكرته في النَّظم، وهو قوله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (٥٠)} [الإسراء: ٥٠]، لكن سبق أن الصيرفي والقفال مثَّلَا به للتعجيز، وأن ابن عطية قال: فيه نظر.
وهو الظاهر؛ فإن التمثيل به [للتعجب](١) أوضح؛ لأن المراد به التعجيب، وربما عبر به بعضهم.
والمعنى أن المخاطَب يحصل له التعجب من مِثل ذلك، وانقلابهم حجارة أو حديدًا مما