للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَالمُؤْمِنُ يُهْمِلُ الاسْتِعْدَادَ لَهَا (١).

قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ مَا جَمَعَهُ مِنْ خَوَاطِرِهِ، قَالَ: قَرَأَ عنْدِي قَارِئٌ، قَالَ: {هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي} (٢) فَأَفْكَرْتُ فِي مَعْنَى اشْتِقَاقِهَا، فَنَظَرْتُ فَإِذَا وَضْعُهَا لِلْتَّنبِيْهِ، وَاللهُ لَا يَجُوْزُ أَنْ يُخَاطِبَ بِهَذَا، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا خَاطَبَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِحَرْفِ التَّنْبِيْهِ إِلَّا الكُفَّارَ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: (٣) {قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ}، {رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا} (٤) وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ خَاطَبَ رَبَّهُ بِحَرْفِ التَّنْبِيهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. فَأَمَّا قَوْلُهُ (٥): {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ} فَإِنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ الخِطَابُ بِقَوْلِهِ: {يَارَبِّ إِنَّ} فَبَقِيَتْ: "هَا" للْتَّمْكِينِ، وَلَمَّا خَاطَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ المُنَافِقِينَ، قَالَ (٦): {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وَكَرَّمَ المُؤْمِنِيْنَ بِإِسْقَاطِ "هَا" فَقَالَ (٧): {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ} وَكَانَ التَّنْبِيهُ لِلْمُؤْمِنِيْنَ أَخَفُّ.

وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (٨): {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ}


(١) في (ط): "الاسْتِعْدَد" خَطَأُ طِبَاعَةٍ.
(٢) سورة طه، الآية: ٨٤.
(٣) سورة النَّحل، الآية: ٨٦.
(٤) سورة الأعراف، الآية: ٣٨.
(٥) سورة الزُّخرف، الآية: ٨٨.
(٦) سورة النِّساء، الآية: ١٠٩.
(٧) سورة آل عمران، الآية: ١١٩.
(٨) سورة الأنبياء، الآية: ١١٠.