للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعموا أنه كان عليه وتر وسهم قبل ذلك في السماء، فلما جعله الله أماناً لأهل الأرض من الغرق نزع الله الوتر والسهم.

فقال نوح عند ذلك: رب إنك وعدتني أن تنجيني مع أهلي وغرقت ابني و" إن ابني من أهلي وإن وعدتك الحق وأنت أحكم الحاكمين. قال: يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ".

يقول: ليس من أهل دينك، إن عمله كان غير صالح، و" إني أعظك أن تكون من الجاهلين " إلى الآية قال: " هبط بسلام منا ".

فبعث نوح من يأتيه بخبر الأرض، فجاء الطير الأهلي، فقال: أنا، فأخذها وختم جناحها فقال: أنت مختومة بخاتمي لا تطيرين أبداً، تنتفع بك ذريتي، فبعث الغراب، فأصاب جيفة؛ فوقع عليها، فاحتبس، فلعنه، وقال له قولاً شديداً، فمن ثم يقتل في الحرم.

وبعث الحمامة، وهي القمري، فذهبت، فلم تجد في الأرض قراراً، فوقعت على شجرة بأرض سبأ، فحملت ورقة زيتون، فرجعت إلى نوح، فعلم أنها لم تستمكن من الأرض.

ثم بعثها بعد أيام، فخرجت حتى وقعت بوادي الحرم، فإذا الماء قد نضب، وأول ما نضب موضع الكعبة، وكانت طينتها حمراء فخضبت رجليها، ثم جاءت إلى نوح، فقالت: البشرى، لتستمكن الأرض، وبشراي منك أن تهب لي الطوق في عنقي والخضاب في رجلي، وأسكن الحرم، فمسح يده على عنقها، وطوقها، ووهب لها الحمرة في رجليها، ودعا لها، وأسكنها بالحرم، وبارك عليها، فقال: بارك الله فيك وفي سبيلك، وجعلك

<<  <  ج: ص:  >  >>