للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محببة أنيسة، فمن ثم أشغف بها الناس، ودعا لنسلها، فقال: جعل الله في نسلك شفاء للمريض، وتحفة للصحيح.

ثم خرج فنزل قردى وبازبدى بأرض الموصل، وهي قرية الثمانين، لأنه نزل في ثمانين، فوقع فيهم الوباء، فماتوا إلا نوحاً وساماً وحاماً ويافث ونساءهم، ستة وسابعهم نوح، وطبقت الدنيا منهم، فذلك قوله عز وجل: " وجعلنا ذريته هم الباقين ".

قالوا: وركب نوح السفينة أول يوم من رجب، وقال لمن معه من الجن والإنس: صوموا هذا اليوم، فإن من صامه منكم بعدت عليه النار مسيرة سنة، ومن صام منكم سبعة أيام أغلقت عنه أبواب النار السبعة، ومن صام منكم ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية، ومن صام منكم عشرة أيام قال الله له: سل تعطه، ومن صام منكم خمسة عشر يوماً قال الله تعالى له: استأنف العمل، فقد غفر لك ما مضى، ومن زاد زاده الله.

فصام نوح في السفينة رجب وشعبان ورمضان وشوال وذا القعدة وذا الحجة وعشراً من المحرم، فأرست السفينة يوم العاشوراء، فقال نوح لمن معه من الجن والإنس: صوموا هذا اليوم الذي تاب الله فيه على آدم وحواء.

قال: وهو اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس، ورفع عنهم العذاب، وهو اليوم الذي فرق الله فيه البحر لبني إسرائيل، فنجى الله فيه موسى ومن معه، وغرق فرعون وآل فرعون، وهو اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم.

قال ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط، وقوله: " إنه ليس من لأهلك " قال: ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك.

<<  <  ج: ص:  >  >>