الله يا رسول الله لنا أن يطلعك على قاتل هذا. قال: أفعل. ففعل. قالوا له: ماذا أجابك ربك؟ قال:" إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " فتضربوه ببعضها فيعيش فيخبركم من قتله إن شاء الله. فظنوا أن موسى استهزأ بهم " قالوا " يا موسى " أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال " فدعا ربه فقال " إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان " يعني لا هرمة ولا بكر عوان " بين ذلك " يعني نصف بين البكر والهرمة " فافعلوا ما تؤمرون " ثم " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " يعني أنها صفراء الظلف والقرنين " لا شية فيها " يقول: لا وضح فيها " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقرة تشابه علينا ".
قال ابن عباس: فلو أنهم عمدوا إلى بقرة لا صغيرة ولا كبيرة فذبحوها لأجزت عنهم، ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم.
قال ابن عباس: كانت مدينتان في بني إسرائيل، إحداهما حصينة ولها أبواب، والأخرى خربة، فكان أهل المدينة الحصينة إذا أمسوا أغلقوا أبوابها، وإذا أصبحوا قاموا على سور المدينة فنظروا أهل حدث فيما حولها حدث؟ فأصبحوا يوماً، فإذا شيخ قتيل مطروح بأصل مدينتهم، فأقبل أهل المدينة الخربة فقالوا: قتلتم صاحبنا، وابن أخ له شاب يبكي عنده ويقول: قتلتم عمي. قالوا والله ما فتحنا مدينتنا منذ أغلقناها، وما ندينا من دم صاحبكم هذا بشيء. فأتوا موسى، فأوحى الله إلى موسى " إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " إلى قوله " فذبحوها وما كادوا يفعلون ".