وقال الفضيل: إذا أحب الله عز وجل عبداً أكثر غمه، وإذا أبغض الله عبداً أوسع عليه دنياه.
قال رجلٌ للفضيل: أوصني، قال: أعز أمر الله حيث كنت يعزك الله.
وكان يقول: حرها شديد، وقعرها بعيد، وشرابها الصديد وأنكالها الحديد.
وكان يقول: صبر قليل ونعيمٌ طويل، وعجلة قليلة وندامةٌ طويلة.
وقال: قلة التوفيق، وفساد الرأي، وطلب الدنيا بعمل الآخرة من كثرة الذنوب.
وقال: بقدر ما يصغر الذنب عندك كذلك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك كذلك يصغر عند الله.
وقال الفضيل: دعاك الله إلى دار السلام وقد آثرت في دنياك المقام! وحذرك عدوك الشيكان وأنت تخالفه طول الزمان! وأمرك بخلاف هواك، وأنت معانقة صباحك ومساءك! فهل الحمق إلا ما أنت فيه؟! قال محرز بن عون: أتيت فضيل بن عياض بمكة، فسلمت عليه فقال لي: يا محرز، وأنت أيضاً مع أصحاب الحديث؟ ما فعل القرآن؟ والله لو نزل حرفٌ باليمن لقد كان ينبغي أن نذهب حتى نسمع كلام ربنا. والله لأن تكون راعي الحمر وأنت مقيمٌ على ما يحب الله، خيرٌ لك من أن تطوف بالبيت وأنت مقيمٌ على ما يكره الله.
وقال الفضيل: من أوتي علماً لا يزداد فيه خوفاً وحزناً وبكاءً خليقٌ أن لا يكون أوتي علماً ينفعه، ثم قرأ:" أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون ".