للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: من رأى من أخٍ له منكراً فضحك في وجهه فقد خانه.

وقال: بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.

وقال: ما حج، ولا رباطٌ، ولا جهادٌ أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في عمر شديد. قال: سجن المؤمن، وليس أحدٌ أشد غماً ممن سجن لسانه.

وقال: المؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل.

وقال الفضيل: إذا قيل لك: أتخاف الله؟ فاسكت، فإنك إن قلت: لا، جئت بأمرٍ عظيم، وإن قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه.

وقال: المؤمن يحاسب نفسه، ويعلم أن له موقفاً بين يدي الله تعالى، والمنافق يغفل عن نفسه، فرحم الله عبداً نظر لنفسه قبل نزول ملك الموت به.

قال الفضيل: يا مسكين تهلك! إنك مسيء وترى أنك محسن، وأنت جاهل وترى أنك عالم، وأنت بخيل وترى أنك سخي، وأنت أحمق وترى أنك عاقل، وأجلك قصير واملك طويل.

قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: هيه، وتريد أن تسكن الجنة! وتريد أن تجاور الله في داره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين! وتريد أن تقف المواقف مع الأنبياء، مع نوحٍ وإبراهيم ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين يا أحمق! بأي عملٍ، بأي شهوةٍ تركتها لله؟ بأي غيظٍ كظمته لله؟ وبأي رحم قاطعٍ وصلتها؟ وبأي قريبٍ باعدته في الله؟ بأي بعيد قربته في الله؟ بأي حبيبٍ رأيته يعمل بما يكره الله فأبغضته في الله؟ بأي بغيضٍ رأيته يعمل بما يحب الله فأحببته في الله؟ ولكن بعفوه ورحمته نرجوه، بإساءتنا لا تقول أحسنا، ولكن تقول: أسأنا وبئس ما صنعنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>