للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفضيل: ما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته، إذاً لطاش عقلي.

قال رجلٌ للفضيل: كيف أمسيت يا أبا علي وكيف؛الك؟ فقال: عن أي حالي تسألني، عن حال الدنيا أو عن حال الآخرة؟ فإن كنت تسألني عن حال الدنيا فإنها قد مالت بنا وذهبت كل مذهب، وإن كنت تسألني عن حال الآخرة فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله وفني عمره، ولم يتزود لمعاده، ولم يتأهب للموت ولم يتيسر له.

قال إسحاق بن إبراهيم الطبري: وقفت مع الفضيل بن عياض بعرفات، فلم أسمع من دعائه شيئاً إلا أنه زضع يده اليمنى على خده واضعاً رأسه يبكي بكاءً خفياً، فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام، فرفع رأسه إلى السماء فقال: واسوءتاه - والله - منك وإن غفرت! ثلاث مرات.

قال الفضيل: والله ما يحل لك أن تؤذي كلباً ولا خنزيراً بغير حق، فكيف تؤذي مسلماً.

قال الفضيل: إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه.

وفي رواية: إذا أراد الله أن يحب العبد سلط عليه من يظلمه.

وقال: لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه.

وقال الفضيل: إذا لم يستح القلب من الله عز وجل سقط عن القلب مكارم الأخلاق.

وقال: بلغني أن الله عز وجل يحاسب العبد يوم القيامة بحضرة من يعرفه ليكون أشد لفضيحته.

<<  <  ج: ص:  >  >>