للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال فضيل: إذا خالطت فلا تخالط إلا حسن الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى الخير ولا تخالط سيئ الخلق، فإنه لا يدعو إلا إلى الشر.

وقال: إذا رأيت الأسد فلا يهولك، وإذا رأيت ابن آدم فخذ ثوبك ثم فر، ثم فر.

وقال: من خالط الناس لا ينجو من إحدى اثنتين: إما أن يخوض معهم إذا خاضوا في الباطل، أو يسكت إن رأى منكراً أو يسمع من جليسه شيئاً فيأثم فيه.

قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل وهو يقرأ " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم " فجعل يردد هذه الآية ويقول: إنك بلوت أخبارنا هتكت أستارنا، إنك بلوت أخبارنا فضحتنا.

وقال الفضيل: ما أجد لذة ولا راحة، ولا قرة إلا حين أخلو في بيتي بربي، فإذا سمعت النداء قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون كراهية أن ألقى الناس فيشغلوني عن ربي تبارك وتعالى.

وقال: كفى بالله محبا، وبالقرآن مؤنساً، وبالموت واعظاً، وكفى بخشية الله علماً، والاغترار بالله جهلاً.

وفي آخر: اتخذ الله صاحباً ودع الناس جانباً.

وقال: تفكروا واعملوا من قبل أن تندموا، ولا تفتروا بالدنيا، فإن صحيحها يسقم وجديدها يبلى، ونعيمها يفنى، وشبابها يهرم؛ ألا إن الناس قد تاهوا بين الدراهم والدنانير، وليس لامرئ خيرٌ مما نوى وقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>