سئل الفضيل بن عياض عن شيءٍ فقال: من خاف الله خاف منه كل شيء، ومن خاف غير الله خاف من كل شيء.
قيل للفضيل: يا أبا علي، ما الخلاص مما نحن فيه؟ فقال له: أخبرني من أطاع الله هل تضره معصية أحد؟ قال: لا، قال: فمن عصى الله هل تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا، قال: هو الخلاص إن أردت.
قال الفضيل: من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى وما بقي، ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي. ثم بكى الفضيل فقال: أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يحسن فيما بقي.
قال الفضيل: بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلموا علموا، وإذا عملوا شغلوا، وإذا شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، وإذا طلبوا هربوا.
قال الفضيل بن عياض: طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله أنسه.
وقال: اطلب العلم لنفسك، وانظر إلى من تسلمه يا مسكين، فإن الله يسألك عنه. وقد قيل لإبراهيم بن أدهم: من أبن أقبلت يا أبا إسحاق؟ قال: من أنس الرحمن، قيل له: فأين تريد؟ قال: إلى أنس الرحمن.
وكان الفضيل يقول: رحم الله عبداً أجمل ذكره وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله.
وقال الفضيل بن عياض: كامل المروءة من بر والديه، وأصلح ماله، وأنفق من ماله، وحسن خلقه، وأكرم إخوانه ولزم بيته.
قال الفضيل: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك.