وعن عيسى عليه السلام أنه قال: يا معشر الحواريين، ادعوا الله أن يهون علي هذه السكرة - يعني الموت - ثم قال: لقد خفت الموت خوفاً وقفني، مخافتي من الموت على الموت.
وعن عبد الجبار بن عبيد الله بن سليمان قال: أقبل عيسى بن مريم على أصحابه ليلة رفع فقال لهم: لا تأكلوا بكتاب الله عز وجل، فإنكم لم تفعلوا أقعدكم الله على منابر، الحجر منها خيرٌ من الدنيا وما فيها.
قال عبد الجبار: وهي المقاعد التي ذكر الله في القرآن " في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر " ورفع عليه السلام.
وعن الحسن قال:
لم يكن نبي كانت العجائب في زمانه أكثر من عيسى بن مريم إلى أن رفعه الله، ومن بعده في أصحابه، وكان من سبب رفعه أن ملكاً جباراً - وكان ملك بني إسرائيل - وهو الذي يقال له داود بن بوذا هو الذي بعث في طلبه ليقتله، وكان الله أنزل عليه الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة ورفع وهو ابن أربعٍ وثلاثين سنة من ميلاده، وكان في نبوته عشرين سنة، فأحدث الله له الإنجيل وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فأوحى الله إليه " إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا " يعني ومخلصك من اليهود فلا يصلون إلى قتلك.
قال وهب: قال كعب: متوفيك، أي مذيقك الموت ثم أرفعك. قال وهب: فأماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه.
وقال ابن عباس:" إني متوفيك ورافعك " يعني رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان.