للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن مكحول قال: التقى يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم، فضحك عيسى في وجه يحيى وصافحه، فقال له يحيى: يا بن خالتي! مالي أراك ضاحكاً كأنك قد أمنت؟ فقال له عيسى: يا بن خالتي! مالي أراك عابساً كأنك قد يئست؟ قال: فأوحى الله إليهما أن أحبكما إلي أبشكما بصاحبه.

وعن شهر بن حوشب قال: بينما عيسى جالس مع بني إسرائيل إذ أقبل طير منظوم الجناحين بالدر والياقوت كأحسن ما يكون من الطير، فجعل يدرج بين أيديهم، فقال عيسى: دعوه لا تنفروه، فإنما بعث إليكم، فحول مسلاخه، فخرج أحمر أقرع كأقبح ما يكون، ثم أتى بركةٌ فتلوث في حمأتها فخرج أسود، ثم استقبل جرية الماء فاغتسل، ثم عاد إلى مسلاخه ولبسه، فعاد إليه حسنه وجماله، فقال عيسى: إنما بعث هذا إليكم، مثل هذا المؤمن إذا وقع في الذنوب والخطايا، ذهب عنه حسنه وجماله، فإذا تاب وراجع عاد عليه حسنه وجماله.

بينما عيسى جالس وشيخ يعمل بمسحاته يثير بها الأرض فقال عيسى: اللهم انزع منه الأمل، فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعةٌ، فقال عيسى: اللهم اردد إليه الأمل، فقام فجعل يعمل، فقال له عيسى: مالك بينما أنت تعمل ألقيت مسحاتك واضطجعن ساعةٌ، ثم إنك قمت بعد تعمل؟ فقال الشيخ: بينا أنا أعمل إذ قالت لي نفسي: إلى متى تعمل وأنت شيخٌ كبير؟ فألقيت المسحاة واضطجعت، قم قالت لي نفسي: والله ما بذلك من عيش ما بقيت، فقمت إلى مسحاتي.

قال إبراهيم التيمي: لقي عيسى بن مريم رجلاً فقال: ما تصنع؟ قال: أتعبد، قال: من يعولك؟ قال أخي، فقال: أخوك أعبد منك.

وعن وهب بن منبه قال: كان عيسى واقفاً على قبر ومعه الحواريون وصاحبه يدلي فيه، وذكروا القبر ووحشته وظلمته وضيقه، فقال عيسى: كنتم في أضيق منه في أرحام أمهاتكم فإذا أحب الله أن يوسع وسع.

<<  <  ج: ص:  >  >>