للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه قال: قال عيسى عليه السلام: يا علماء السوء، جعلتم الدنيا على رؤسكم والآخرة تحت أقدامكم ... الحديث.

وعن وهب بن منبه أن عيسى بن مريم عليه السلام قال: ويلكم يا عبيد الدنيا! ماذا يغني عن الأعمى سعة نور الشمس وهو لا يبصرها! كذلك لا يغني عن العالم كثرة علمه إذا لم يعمل به. ما أكثر ثمار الشجر وليس كلها ينفع ولا يؤكل؟ وما أكثر العلماء وليس كلهم ينتفع بما علم؟ فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم لباس الصوف منكسين رؤوسهم إلى الأرض يطرفون من تحت حواجبهم كما ترمق الذئاب، قولهم مخالفٌ فعلهم، من يجتني من الشوك العنب؟ ومن الحنظل التين؟ كذلك لا يثمر قول العالم الكذاب إلا زوراً، وإن البعير إذا لم يوثقه صاحبه في البرية نزع إلى وطنه وأصله، وإن العلم إذا لم يعمل به صاحبه خرج من صدره وخلا منه وعطله، وإن الزرع لا يصلح إلا بالماء والتراب، كذلك لا يصلح الإيمان إلا بالعلم والعمل، ويلكم يا عبيد الدنيا؟ إن لكل شيءٍ علامةٌ يعرف بها وتشهد له أو عليه، وإن للدين ثلاث علاماتٍ يعرف بهن: الإيمان، والعلم، والعمل.

وعنه قال: قال عيسى عليه السلام: يا علماء السوء، جلستم على أبواب الجنة، فلا أنتم تدخلون الجنة، ولا تدعون المساكين يدخلونها؟ إن شر الناس عند الله عالم يطلب الدنيا بعلمه.

وعن عيسى المرادي قال: قال عيسى عليه السلام: إن كنتم أصحابي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس، فإنكم لم تفعلوا فلستم لي بإخوان، إني إنما أعلمكم لتعلموا لا لتعجبوا، إنكم لا تبلغون ما تأملون إلا بصبركم على ما تكرهون، ولا تنالون ما تريدون إلا بترككم ما تشتهون؛ إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة، طوبى لمن كان بصره في قلبه ولم يكن قلبه في بصر عينه، ما أبعد ما فات، وما أدنى ما هو آت؟ ويل لصاحب الدنيا؟ كيف يموت وتتركه؟ ويثق بها وتغره؟ ويأمنها وتمكر به؟ ويل للمغترين؟ قد أزفهم ما يكرهون، وجاءهم ما يوعدون وفارقوا ما يجنون في طول

<<  <  ج: ص:  >  >>