سبحان الله بقرة تتكلم فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" فإني أومن به أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثمّ "، ثم قال:" وبينا رجلٌ في غنمه إذ عدل عليها الذئب، فأخذ شاة منها، فطلبه، فأدركه، فاستنقذها منه، فقال: هذا استنقذتها مني، فمن لها من السبع؟ يوم لا راعٍ لها غيري؟ " فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: " آمنت به أنا وأبو بكر وعمر "، وليسا في المجلس، فقال القوم: آمنا بما آمن به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وعن سعد بن أبي وقاص قال:
استأذن عمر على النّبي صلّى الله عليه وسلّم وعنده نسوة من قريش يسألنه، ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته. فلما أذن له النّبي صلّى الله عليه وسلّم تبادرن للحجاب، فدخل ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يضحك، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" عجبت من هؤلاء اللائي كنّ عندي. فلما سمعن صوتك تبادرن للحجاب ". فقال عمر: فأنت يا رسول الله بأبي وأمي كنت أحق أن يهبنك، ثم أقبل عليهن فقال: أي عدوّات أنفسهن أتهبنني، ولا تهبن رسول الله قلن: نعم. أنت أفظّ وأغلظ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" إيهاً يا بن الخطاب، فوالذي نفس محمد بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجّاً إلا سلك فجّاً غير فجّك ".
وفي رواية: فقال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم عن عمر: " فوالله ما سلك عمر وادياً قط فسلكه الشيطان ".
وعن عائشة أنه كان بينها وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلام فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" ترضين أن يكون بيني وبينك عمر؟ " قالت: من عمر؟ قال:" عمر بن الخطاب "، قالت: لا والله، إني أفرق من عمر، فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" الشيطان يفرقه ".
وفي رواية فقال:" بمن ترضين أن يكون بيني وبينك؟ أترضين بأبي بكر؟ " قلت: لا، قال:" أترضين بعمر؟ فإن الشيطان يفرق من حسّ عمر ".