للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وولت فغمز أوراكها، وقال: إنها لكيدة العكيزة، ويضرب عثمان فقتله، وقد دخل مع القوم غلمة لعثمان لينصروه، وقد كان عثمان أعتق من كف منهم، فلما رأى أحد العبيد سودان قد ضربه أهوى عليه فضرب عنقه، ووثب قتيرة علىالغلام فقتله، وانتبهوا ما في البيت، فأخرجوا من فيه ثم أغلقوه على ثلاثة قتلى، فلما خرجوا إلى الدار وثب غلام لعثمان آخر على قتيرة فضربه فقتله، ودار القوم فأخذوا ما وجدوا حتى تناولوا ما على النساء، وأخذ رجل ملاءة نائلة، والرجل يدعى كلثوم من تجيب، فتنحت نائلة، فقال: ويح أمك من عكيزة ما أتمك، ويضربه غلام آخر لعثمان فقتله وقتل. وتنادى القوم: أبصر رجل من صاحبه، وتنادوا في الدار: أدركوا بيت المال لا تسبقوا إليه، وسمع أصحاب بيت المال أصواتهم، وليس فيه إلا غرارتين، فقالوا: النجاء، فإن القوم إنما يحاولون الدنيا فهربوا، وأتوا بيت المال فانتهبوه، وماج الناس، فالثاوي يسترجع ويبكي، والطارئ يسعى ويفرح.

وقتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً واثنتين وعشرين يوماً من مقتل عمر بن الخطاب.

وبقي الناس فوضى، وندم القوم، فتخلى منهم الشيطان، وأتى الزبير الخبر بمقتل عثمان وهو حيث هو فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله عثمان. وانتصر له وقيل له: إن القوم نادمون. فقال: ذئروا ذئروا " وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>