للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاتله: بل تعس قاتل المغيرة بن الأخنس، وألقى سلاحه وأدبر هارباً يلتمس التوبة، قال: ثم أمسينا فقلنا: إن تركنا صاحبكم حتى يصبح مثلوا به. فانطلقنا إلى بقيع الغرقد فامكنا له في جوف الليل حتى حملناه، فغشينا سواد من خلفنا، فهبناهم حتى كدنا ننصرف عنه، فنادى مناديهم أن لا روع عليكم، اثبتوا فإنما جئنا لنشهده معكم. وكان أبو حبيش يقول: هم والله ملائكة الله، قال: فدفناه ثم هربنا من ليلتنا إلى الشام.

وقيل: إن قاتل المغيرة بن الأخنس أدرك وهو هارب يطلب التوبة فقتل، وكان يخبر أنه رأى في المنام جهنم تسعر، لها زفير وشهيق، فاقشعر جلده لذلك، ففرق فرقاً شديداً، ثم نظر إلى تنور فيها، أشدها لهباً فقال: ما هذا التنور؟ فقالوا: لقاتل المغيرة بن الأخنس.

وقالوا من حديث: إن جماعة ثابوا إلى عثمان منهم أبو هريرة وزيد بن ثابت وسعد بن مالك وجماعة من اهل الأمصار، فلما رأى القوم أن الناس قد ثابوا إلى عثمان وضعوا على علي رقيباً في نفر، فلازمه، وعلى طلحة رقيباً، وعلى الزبير رقيباً، وعلى نفر بالمدينة وقال لهم إن تحركوا فاقتلوا. ولما لم يستطع هؤلاء النفر غشيان علي بعثوا أبناءهم إلى عثمان، فأقبل الحسن بن علي حتى قام عنده وقال: مرنا أمرك، فقال: يا بن أخي، أوصيك بما أوصي به نفسي، وتأول: " واصبر وما صبرك إلا بالله، ولا تحزن ولا تك في ضيق مما يمكرون " ووالله لأقينكم بنفسي ولأبذلنها دونكم، أو تقرنوا لهم وذاك. وجاء النعمان بن بشير وعبد الله بن الزبير ومحمد بن طلحة فقالوا له مثل مقالة الحسن، ورد عليهم مثل ذلك، وجاء أبو الهيثم بن التيهان فقال: كيف بت يا أمير المؤمنين؟ قال: بخير، قال أبو الهيثم: بأبي أنت وأمي، اصبر ولا تعط الدنية ولا تهدم سلطان الله، وقال عثمان متمثلاً: من الطويل:

<<  <  ج: ص:  >  >>