فوقف وجئت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا نبي الله، أبو بكر يستأذن عليك، فقال:" ائذن له، وبشره بالجنة ". فدخل، فجاء عن يمين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر، ثم جاء عمر، فدخل، فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك. فقال: ائذن له وبشره بالجنة. فجاء فجلس عن يسار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر، فامتلأ القف، فلم يكن فيه مجلس، ثم جاء عثمان فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال: ائذن له وبشره بالجنة مع بلاء يصيبه. فلم يجد معهم مجلساً حتى جاء مقابلهم على شفير البئر، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر. فجعلت أتمنى أن يأتي أخ لي، وأدعو الله أن يأتي به، فلم يأت أحد حتى قاموا فانصرفوا.
قال ابن المسيب: فتأولت ذلك، قبورهم اجتمعت ها هنا، وانفرد عثمان.
وفي رواية: فقال عثمان: اللهم صبراً.
وعن أنس بن مالك قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم، وخرجت معه، فدخل حائطاً من حيطان الأنصار، فدخلت معه وقال: يا أنس، أغلق الباب. فأغلقت الباب، فإذا رجل يقرع الباب، فقال: يا أنس، افتح لصاحب الباب، وبشره بالجنة، وأخبره أنه يلي أمتي من بعدي. قال: فذهبت أفتح له وما أدري من هو، فإذا هو أبو بكر، فأخبرته بما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحمد الله عز وجل فدخل، ثم جاء آخر فقرع الباب، فقال: يا أنس، افتح لصاحب الباب، وبشره بالجنة، وأخبره أنه يلي أمتي من بعد أبي بكر. قال: فذهبت أفتح له، وما أدري من هو فإذا هو عمر بن الخطاب، فأخبرته بما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحمد الله عز وجل ودخل، ثم جاء آخر فقرع الباب، فقال: يا أنس، افتح لصاحب الباب، وبشره بالجنة، وأخبره أنه يلي أمتي من بعد أبي بكر وعمر، وأنه سيلقى منهم بلاء يبلغون دمه. قال: فذهبت أفتح له، وما أدري من هو، فإذا هو عثمان بن عفان، ففتحت له الباب وأخبرته بما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فحمد الله عز وجل واسترجع.