للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطعام فقد ثبت من حديث عبد الله بن سلام - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنه قال: لما قدم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - المدينة انجفل الناس قِبَلَه، وقيل: قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. ثلاثا. فجئت في الناس؛ لأنظر، فلما تبيَّنتُ وجهه عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أوَّل شيء سمعته تكلم به أن قال: «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» (١).

وعن أبي مالك الأشعري - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - أنه قال: «إن في الجنة غُرفا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام، [وأفشى السلام]، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» (٢).

وعن علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «إن في الجنة لَغُرَفا يُرى ظهورها من بطونها وبُطونُها من ظهورِها " فقام إليه أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: " هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» (٣).

والمقصود أن هذا الحديث العظيم فيه حث على هذه الخصال الكريمة: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وطيب الكلام، وإدامة الصيام، والصلاة بالليل والناس نيام؛ فإن من عمل ذلك كانت له هذه الغرف، وهي جمع غرفة: أي علالي في غاية اللطافة ونهاية الصفاء والنظافة، وهي شفافة لا تحجب من


(١) ابن ماجه، في كتاب الأطعمة، باب إطعام الطعام، ٢/ ١٠٨٣، برقم ٣٢٥١، واللفظ له، والترمذي، في كتاب صفة القيامة، باب: حدثنا محمد بن بشار، ٤/ ٦٥٢، برقم ٢٤٨٥، وقال: هذا حديث صحيح، وصححه الألباني في إرواء الغليل ٣/ ٢٣٩، وصحيح سنن ابن ماجه ١/ ٢٢٣، وصحيح سنن الترمذي ٢/ ٣٠٣، ورواه أحمد في المسند، ١/ ١٦٥، و ٢/ ٣٩١، والدارمي في سننه، ١/ ١٥٦.
(٢) أخرجه أحمد في المسند، ٥/ ٣٤٣، والطبراني في المعجم الكبير، ٣/ ٣١٠، برقم ٣٤٦٦، ورقم ٣٤٦٧، وابن حبان في صحيحه، ٢/ ٢٦٢، برقم ٥٠٩، والبغوي في شرح السنة، ٤/ ٤٠، برقم ٩٢٧، والبيهقي في السنن الكبرى، ٤/ ٣٠٠، وعبد الرزاق في المصنف، ١١/ ٤١٨، برقم ٢٠٨٣، وما بين المعكوفين لابن حبان، ولفظ أحمد، وعبد الرزاق، والبيهقي: " إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها. . "، وأخرجه أحمد عن عبد الله بن عمرو، ٢/ ١٧٣، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ١/ ٣٢١.
(٣) الترمذي، كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في غرف الجنة، ٤/ ٦٧٣، برقم ٢٥٢٧، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، ٢/ ٣١١، وصحيح الجامع ٢/ ٢٢٠ برقم ٢١١٩، ورواه الترمذي أيضا في كتاب البر والصلة، باب ما جاء في قول المعروف، ٤/ ٣٥٤، برقم ١٩٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>