(٢) الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أسلم الزبير رضي الله عنه قديما وهو ابن خمس عشرة سنة، وقيل ست عشرة سنة، وقيل أقل من ذلك، وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر رضي الله عنه بقليل، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، وهاجر الزبير رضي الله عنه إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وكان أول من سل سيفا في سبيل الله عز وجل، شهد بدرا وما بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك، وفتح مصر، وكان بالزبير ثلاث ضربات بالسيف كان ابنه عبد الله يدخل يده فيها: اثنتان يوم بدر وواحدة باليرموك [البخاري برقم ٣٧٢١] وكان من الذين استجابوا لله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح يوم أحد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب " من يأتيني بخبر القوم " فقال الزبير: أنا قال ذلك ثلاث مرات. والزبير رضي الله عنه يقول أنا. فقال صلى الله عليه وسلم " إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير " وذكر الإِمام النووي من مناقبه أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فيتصدق به في مجلسه، وما يقوم بدرهم منه. وذكر ابن حجر أن عثمان والمقداد، وابن مسعود، وابن عوف، ومطيع بن الأسود، وأبا العاص رضي الله عنهم أوصوا إلى الزبير فكان يحفظ أموالهم وينفق على أولادهم من ماله. وقصته في وفاء دينه وفيما وقع في تركته من البركة مذكورة في صحيح البخاري، في كتاب الخمس، باب بركة الغازي في ماله حيا وميتا، برقم ٣١٢٩. وكان الزبير رضي الله عنه قد قابله علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم معركة الجمل فذكره علي بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن عليا على الحق، فأقر الزبير رضي الله عنه بذلك، وذكر أنه أنسي هذا الحديث ثم انصرف وترك القتال راجعا فلحقه بعض الغواة فقتلوه رضي الله عنه مظلوما وذلك في سنة ستة وثلاثين وله ست أو سبع وستون سنة رضي الله عنه. انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ١/ ١٩٤، وسير أعلام النبلاء للذهبي ١/ ٤١، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ١/ ٥٤٥. (٣) [الحديث ٢٨٤٦] أطرافه في: كتاب الجهاد والسير، باب هل يبعث الطليعة وحده، ٣/ ٢٨٣، برقم ٢٨٤٧. وكتاب الجهاد والسير، باب السير وحده، ٤/ ٢١، برقم ٢٩٩٧. وكتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه، ٤/ ٢٥٣، برقم ٣٧١٩. وكتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب، ٥/ ٥٨ و ٥٩، برقم ٤١١٣. وكتاب أخبار الآحاد، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم الزبير طليعة وحده، ٨/ ١٧٢، برقم ٧٢٦١. وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، ٤/ ١٨٧٩، برقم ٢٤١٥.