للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي: أولا: من صفات الداعية: الحرص على تعليم الناس الخير: ظهر في هذا الحديث أن من صفات الداعية المخلص الحرص على تعليم الناس الخير؛ ولهذا حرص النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - على ذلك حرصا بالغا، فحث أمته على تخليص أسرى المسلمين من أيدي أعداء الدين، وحضهم على إطعام الفقراء والمساكين، من الآدميين وغيرهم، ورغبهم وأمرهم بعيادة المرضى وإجابة دعوة الداعي. فينبغي لكل مسلم أن يحرص على نفع إخوانه، ويتأكد ذلك على الداعية المخلص، والله المستعان (١).

ثانيا: من موضوعات الدعوة: الحث على تخليص أسرى المسلمين من أعداء الإسلام: إن من الموضوعات المهمة حث المسلمين على تخليص أسراهم من أيدي أعداء الإسلام بأي وسيلة كانت: سواء كان ذلك بالجهاد، أو بالفِداء، أو بمبادلة الأَسرى، أو بغير ذلك من الوسائل المشروعة؛ ولهذا أمر النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - بفك الأسير فقال: «فكُّوا العاني». . . "؛ ولأهمية ذلك فإن المسلمين لو كان عندهم أسارى، وعند المشركين أسارى، واتفقوا على المفاداة تعينت، ولم تُجْزِ مفاداة أسارى المشركين بالمال (٢).

فينبغي للداعية إلى الله - عز وجل - أن يحث على ذلك ويُرَغِّب فيه؛ لعناية النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وأمره بفك الأسرى وحثه على ذلك (٣).

ثالثا: من موضوعات الدعوة: الحض على إطعام الطعام: إن إطعام الجائع والحث عليه من الموضوعات المهمة في الدعوة إلى الله - عز وجل؛ ولهذا أمر به النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - في هذا الحديث فقال: ". . . «وأطعموا الجائع» وهذا فيه حفاظٌ على صحة الجائع وحياته، وصيانة لكرامته؛ ولأهمية إطعام


(١) انظر: الحديث رقم ١، الدرس الأول.
(٢) ذكر ذلك عن الإِمام أحمد، انظر: فتح الباري لابن حجر، ٦/ ١٦٧.
(٣) انظر: المرجع السابق ٦/ ١٦٧، والمنهل العذب الفرات من الأحاديث الأمهات من صحيح البخاري، للدكتور عبد العال أحمد، ٣/ ٢٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>