وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نديد، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى، ورسوله المقتفى، ونبيه المجتبى. اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله الشرفاء، وأصحابه البررة النجبا، وعلى من بهديه اقتدى.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا - يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب: ٧٠ - ٧١] لقد أمركم الله في هذه الآية بتقواه وبالقول السديد، ووعدكم على ذلك المغفرة وإصلاح الأحوال والتوفيق والتسديد. فمن اتقاه بفعل الأوامر واجتناب النواهي فقد فاز فوزا عظيما، ومن ضيع تقواه واتبع هواه بغير هدى من الله أعد له عذابا أليما، ومن استقام على التقوى ولزم في منطقه القول السديد هدي إلى الطيب من القول وإلى صراط الحميد. لقد رتب الله على هذين الأمرين خير الدنيا